فهرس الصفحة
اقتباسات ميلان كونديرا من رواية الخلود
اقتباسات ميلان كونديرا كائن لا تحتمل خفته
اقتباسات ميلان كونديرا كتاب الضحك والنسيان
اقتباسات ميلان كونديرا الهوية
اقتباسات ميلان كونديرا غراميات مرحة
اقتباسات ميلان كونديرا رقصة الوداع
اقتباسات ميلان كونديرا هي من أجمل العبارات التي وردت في روايات الكاتب الشهير التشيكي الأصل. ميلان كونديرا هو كاتب روائي فرنسي من أصول تشيكية ويعد أحد أشهر الروائيين، وحصل على جائزة الإندبندنت لأدب الخيال الأجنبي في العام 1991. في هذا المقال نأخذك في جولة أدبية ونغوص في أعمق ما كتبه ونستعرض أجمل اقتباسات ميلان كونديرا.
إليك أجمل اقتباسات ميلان كونديرا من رواية الخلود والتي نُشرت عام 1988 باللغة التشيكية ونُشرت عام 1990 باللغة الفرنسية:
لم أفلح في تجريدك من السلاح، لذا لا أريد الحرب، أريد السلام، لكني أريد شيئًا أكثر من السلام، سأحيط بك بحذر، دون أن ألمسك، لن أعانقك، أولًا ليس لدي رغبة في ذلك، ثم إني أعرف أن كل ما سأفعله ستحولينه إلى طلقات لمسدسك. نحن لا نعلم أبداً سبب تبرّم الآخرين منّا، وفيمَ نُزعجهم، وفيمَ نبدو لهم لطفاء، وفيمَ نبدو لهم سخفاء. فصورتنا هي اللغز الأكبر بالنسبة إلينا. حين يقع الشر على الإنسان يعكسه على الآخرين. هذا ما نسميه مشاجرة، شغب، انتقام. لكن الضعيف لا يملك القوة لرد الشر الذي يقع عليه. لا يبقى أمامه سوى تدمير ضعفه عن طريق تدمير نفيه. وهكذا راحت الفتاة تتصور موتها الخاص.الموت كما اشتهته لا يشبه اختفاء، بل رفضاً. رفض نفسها بالذات. لم ترض عن أي يوم من حياتها، عن أية كلمة قالتها. كانت تحمل نفسها عبر الحياة كأنها تحمل عبئاً مخيفاً تكرهه ولا تستطيع التخلص منه. لذا أرادت أن تلقي بنفسها بالذات مثلما تُلقى ورقة مدعوكة، مثلما تُلقى تفاحة فاسدة. أرادت أن تلقي بنفسها كما لو أن تلك التي تُلقي وتلك التي تُلقى، شخصين مختلفين. لقد بلغ العالم منطقة فاصلة إن هو تجاوزها، سيتحول كل شيء فيه إلى جنون: سيسير الناس في الشوارع وهم يحملون أذن فأر، أو يطلقون النار على بعضهم بعضاً. هناك حدّ كمي لا ينبغي تجاوزه، غير أن لا أحد يراقب هذه المنطقة الفاصلة، بل ربما لا يعلم أحد بوجودها. أنا أفكر إذن أنا موجود، ذاك قول مثقف يسيء تقدير قيمة الألم. أنا أحس إذن أنا موجود، تلك حقيقة لها قوّة وأكثر عمومية بكثير وتخص كل كائن حي. لا تتميز أناي عن أناكم بالفكر بشكل أساسي. هناك بشر كثيرون وأفكار قليلة، إننا إذ ننقل أفكارنا أو نقتبسها أو يسرقها أحدنا من الآخر، نفكر جميعاً بالشيء نفسه تقريباً. أما حين يدوس شخص ما فوق قدمي، فأنا وحدي من يحس بالألم. ليس الفكر هو أساس الأنا، بل الألم! أكثر الأحاسيس أولية. في الألم لا يمكن حتى للقطة أن تشك بأناها الفريدة وغير القابلة للتبديل. عندما يصبح الألم حاداً، يتلاشى العالم ويبقى كل واحد منا وحيداً مع نفسه: الألم هو المدرسة الكبرى للأنانية! أنانا مجرّد مظهر مبهم يتعذّر الإمساك به ووصفه، في حين أنّ الواقع الوحيد الذي يسهل الإمساك به ووصفه هي صورتنا في عيون الآخرين. ليس أساس الخجل خطأ ارتكبناه، بل المهانة التي نشعر بها لكوننا ما نحن عليه دون خيارنا، والشعور الذي لا يطاق بأن هذه المهانة مرئية من كل مكان. ليس قولنا إننا نحب (أ) أكثر من (ب) مقارنةً لمستويين من الحب، إنه يعني أن (ب) ليس محبوباً. لأننا إذا أحببنا أحداً، لا يمكننا مقارنته. المحبوب لا يُقارن. ليس الإنسان شيئاً آخر سوى صورته. يستطيع الفلاسفة أن يشرحوا لنا بأن رأي العالم لا يهم كثيراً، وأن الشيء المهم هو ما نحن عليه. لكن الفلاسفة لا يفقهون شيئاً. فطالما نعيش بين الناس سوف نكون ما يعتبرنا الناس. وحين نتساءل باستمرار كيف يرانا الآخرون، ونجتهد لكي نبدو ألطف ما بوسعنا، نُعتبر منافقين أو ماكرين. ولكن، هل يوجد بين أناي وأنا الآخر احتكاك مباشر خارج وساطة العيون؟ هل يمكن التفكير بالحب دون الملاحقة القلقة لصورة الشخص الخاصة في فكر الشخص المحبوب؟ الكف عن الاهتمام بالصورة التي يرانا بها الآخر، يعني أننا لم نعد نحبه. الحقيقة الوحيدة التي تُعتبر شبه سهلة الإدراك والوصف: هي صورتنا في عيون الآخرين. والأسوأ هو أنك لست بسيدها. تحاول في بداية الأمر رسمها بنفسك، ومن ثم، على الأقل بتأثير أو إشراف عليها، تكفي عبارة سيئة النية لكي تحولك إلى الأبد إلى كاريكاتير يدعو للرثاء. ماهو الشرط الأبدي للمآسي؟ وجود المثل العليا، التي تُثمن قيمتها على أنها أرفع من قيمة الحياة الإنسانية. وما هو شرط الحروب؟ إنه الشيء نفسه. أنت تُجبر على الموت لأن هناك، على ما يبدو، شيئاً ما أرفع من حياتك. لا يمكن للحرب أن توجد إلا في عالم المأساة. ومنذ بداية التاريخ لم يعرف الإنسان غير العالم المأساوي وليس قادراً على الخروج منه. لا يمكن إغلاق عصر المأساة إلا بثورة للهو. يتمسك الخصمان بهذا القسم الصغير من الرأي العام الذي سيعين هذا أو ذاك مالكاً للحقيقة: كل منهما يعتبر عدم تسميته مالكاً للحقيقة مساوياً لفقدان الشرف، أو لفقدان جزء من أناه. وفي الحقيقة الرأي الذي يدافعان عنه لا يهمهما كثيراً، ولكن بما أنهما جعلا منه مسنداً لأناهما فإن كل إساءة لهذا الرأي إبرة في لحمهما. من شدة مراقبتي لنفسي في المرآة انتهى بي الأمر إلى الاعتقاد بأن ما أراه هو أنا. فيما بعد، فتأتي لحظة تقف فيها أمام المرآة وتقول فيها لنفسك: هل هذا بالفعل أنا؟ ولماذا؟ لماذا علي أن أتضامن مع هذا الشيء؟ ماذا يعني هذا الوجه؟ وانطلاقاً من هنا، يبدأ كل شيء بالانهيار، كل شيء يبدأ بالانهيار. تَغَيّرَ الوضع، وفهم الصحافيون بأن طرحْ الأسئلة ليس فقط طريقةً لعمل صانع الريبورتاج الذي يتابع بتواضع تحقيقا ما ممسكاً بمفكرته في يده، بل طريقة لممارسة السلطة حقاً، ليس الصحافي هو من يطرح الأسئلة، بل هو الشخص الذي يملك الحق المقدس بطرحها، وبِطرْحِها على أيِّ كان، وحول أي موضوعٍ كان. ولا تقوم سلطة الصحافي على حق طرح السؤال بل على حق المطالبة بِجواب.
إليك أجمل اقتباسات ميلان كونديرا في رواية كائن لا تحتمل خفته وهي الرواية الأشهر للكاتب التشيكي الأصل:
حين ترغب فتاة شابة في الزواج فهي ترغب في شيء تجهله تماماً. والشاب الذي يركض وراء المجد لا يملك أدنى فكرة عن المجد. لذلك، فإن الشيء الذي يعطي معنى لتصرفاتنا شيء نجهله تماماً. الأنظمة المجرمة لم ينشئها أناس مجرمون وإنما أناس متحمسون ومقتنعون بأنهم وجدوا الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الجنة. فأخذوا يدافعون ببسالة عن هذا الطريق، ومن أجل هذا قاموا بإعدام الكثيرين. ثم، فيما بعد، أصبح جلياً وواضحاً أكثر من نور النهار، أن المتحمسين كانوا مجرد سفاحين. وحدها الأسئلة الساذجة هي الأسئلة الهامة فعلاً. تلك الأسئلة التي تبقى دون جواب. إن سؤالاً دون جواب حاجز لا طرقات بعده. وبطريقة أخرى: الأسئلة التي تبقى دون جواب هي التي تشير إلى حدود الإمكانات الإنسانية، وهي التي ترسم وجودنا. الوقت الإنساني لا يسير في شكل دائري بل يتقدم في خط مستقيم. من هنا، لا يمكن للإنسان أن يكون سعيداً لأن السعادة رغبة في التكرار. لا يمكن للإنسان أبداً أن يدرك ماذا عليه أن يفعل، لأنه لا يملك إلا حياة واحدة، لا يسعه مقارنتها بِحَيوات سابقة ولا إصلاحها في حيوات لاحقة. من يبغي "الارتقاء" باستمرار، عليه أن يستعد يوماً للإصابة بالدوار. لكن ما هو الدوار؟ أهو الخوف من السقوط؟ ولكن لماذا نصاب بالدوار على شرفة السطح حتى ولو كانت مزودة بدرابزين متين؟ ذلك أن الدوار شيء مختلف عن الخوف من السقوط. إنه صوت الفراغ ينادينا من الأسفل فيجذبنا ويفتننا. إنه الرغبة في السقوط التي نقاومها فيما بعد وقت إصابتنا بالذعر. الحياة الإنسانية لا تحدث إلا مرة واحدة، ولن يكون في وسعنا أبدا أن نتحقق أي قرار هو الجيد وأي قرار هو السيء، لأننا في كل الحالات لا يمكننا إلا أن نقرر مرة واحدة . لأنه لم تعطً لنا حياة ثانية أو ثالثة أو رابعة حتى نستطيع أن نقارن بين قرارات مختلفة. لقاؤه بتيريزا كان حصيلة صدف ست بعيدة الاحتمال. لكن، خلافاً لذلك أفلا تقاس أهمية حدث، وكثرة معانيه بارتباطه بأكبر عدد ممكن من الصدف؟ وحدها الصدفة يمكن أن تكون ذات مغزى. فما يحدث بالضرورة، ما هو متوقع ويتكرر يومياً يبقى شيئاً أبكم. وحدها الصدفة ناطقة. نسعى لأن نقرأ فيها كما يقرأ الغجريون في الرسوم التي يخطها ثفل القهوة في مقر الفنجان. الطيبة الحقيقية للإنسان لا يمكن أن تظهر في كل نقائها وحريتها إلا حيال هؤلاء الذين لا يمثلون أي قوة. فالامتحان الأخلاقي للإنسانية (الامتحان الأكثر جذرية والذي يقع في مستوى أكثر عمقاً بحيث إنه يخفى عن أبصارنا) هو في تلك العلاقات التي تقيمها مع من هم تحت رحمتها، أي الحيوانات. وهنا تحديداً يكمن الإخفاق الجوهري للإنسان، الإخفاق الذي تنتج عنه كل الإخفاقات الأخرى.فيما يلي أجمل اقتباسات ميلان كونديرا من روايته الرائعة كتاب الضحك والنسيان:
تقوم كل علاقة غرامية على اتفاق غير مدوّن يبرمه العاشقان في الأسابيع الأولى من علاقتهما. يعيشان هذه الفترة في ما يُشبه الحلم، لكنهما في الآن نفسه -وبدون وعي منهما- يكونان بصدد كتابة الشروط التفصيلية للعقد الذي سيجمعهما. يا معشر العشاق خذوا حذركم من هذه الفترة الخطرة! فإن قدمتم للطرف الآخر وجبة فطور في الفراش، كان عليكم أن تفعلوا ذلك مدى الحياة، وإلا اتهمتم بعدم الحب والخيانة. إنه لمن الخطورة بمكان أن يُمضي الإنسان وقته مع بيتهوفن ، كما هي الخطورة في كل المواقع ذات الامتيازات! كان هوبل يقول: لتصفية الشعوب، يُشرع بتخريب ذاكرتها، وتدمير كتبها وثقافتها وتاريخها. وينبري آخرون لتأليف كتب أخرى، وإيجاد ثقافة أخرى وابتداع تاريخ آخر. بعد هذا يبدأ الشعب شيئاً فشيئاً في نسيان من هو وكيف كان. فينساه العالم من حوله بشكل أسرع. واللغة؟ لماذا ينزعونها منا؟ ستصبح مجرد فولكلور محكوم عليه بالموت عاجلاً أم آجلاً. كل ما يستطيع المرء القيام به هو تقديم تقرير عن ذاته، وما عدا ذلك ليس إلا إفراطا في السلطة. كل ما تبقى كذب.
تم نشر هذا المقال على موقع رائج
2024-04-23T08:23:03Z dg43tfdfdgfd