مصر.. أزمة بين «الصحفيين» و«الممثلين» بسبب عزاء صلاح السعدني

بقرار مفاجئ من نقابة المهن التمثيلية في مصر، قررت اليوم (الأحد) منع حضور أي مصور أو صحفي من حضور جنازة الفنان صلاح السعدني الذى وافته المنية أمس الأول (الجمعة) عن يناهز الـ81 عاماً، وهو قرار لم يحدث من قبل، إذ اعتاد عدد من المصورين والصحفيين المتابعين للفنانين حضور جنازة أي فنان وأيضاً مراسم العزاء، ليثير قرار نقابة المهن التمثيلية المفاجئ حالة من الغضب داخل نقابة الصحفيين.

وكان نقيب المهن التمثيلية في مصر الدكتور أشرف زكي، أكد اقتصار عزاء الراحل صلاح السعدني على أصدقائه وزملائه فقط، لحين وضع ضوابط محددة لحضور الصحافة والإعلام في جنازات وعزاءات أهل الفن مع نقابة الصحفيين، مقدماً الاعتذار لكل وسائل الإعلام والصحفيين. وأكد مصدر أن القرار جاء بناءً على رغبة أسرة الفنان الراحل، خصوصاً نجله الفنان أحمد السعدني، وسط توقعات بعقد اجتماع عاجل خلال الأيام القادمة مع نقيب الصحفيين خالد البلشي، لبحث آليات تغطية الجنازات والعزاءات الخاصة بنجوم الفن.

وقال الدكتور زكي خلال تصريحات له اليوم إن المصورين الذين حضروا جنازة الراحل ليسوا صحفيين، وإنما أفراد تابعون لمواقع فقط، معلقاً «الصحفيون معروفون بالاسم وبيشاركونا كل الأحداث»، لافتاً إلى أن الفنانة منى زكي تعرضت للشد خلال الجنازة، متابعاً «كانت ماشية مرعوبة، وطاردوها بالجري أيضاً». وأردف أن انفعال أحمد السعدني أثناء جنازة والده بسبب مطاردة المصورين. وقال: عاتبت أحد المسؤولين الكبار بسبب عدم حضوره أحد العزاءات، فشدد على أنه لم يأتِ بسبب هؤلاء المصورين، معلقاً «يوم دفنة نور الشريف أحد المصورين كشف جثمان نور الشريف لتصويره في الكفن»، وأؤكد أن هؤلاء ليسوا صحفيين.

ورد أشرف زكي على منشور الإعلامي محمد الباز حول المنع من تغطية العزاء، قائلاً «يا دكتور محمد إحنا أساتذة في الجامعة مش هتعلمنا، ولا هو من باب خالف تعرف، إحنا مش مستنيين إننا نتعلم، أنت بتعمل فتنة ليه وعاوز إيه، أنا عمري ما شفتك في عزاء فنان، ميصحش كدا ومتعملش فتنة بيننا، وبدل ما تعزينا تتهكم علينا، وأنتظر منك اعتذار».

وعلق وكيل نقابة الصحفيين حسين الزناتي على بيان نقابة المهن التمثيلية بشأن منع الصحفيين من تغطية عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني، موضحاً أن من يمارس مهنة الصحافة وهو غير ممتثل لنقابة الصحفيين أو غير تابع لجريدة أو موقع مكوّد ومرخص من نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام؛ فهو يعتبر منتحلاً صفة صحفي.

وتابع «يجب عدم الزج باسم الصحفيين في أي بيان صحفي، لأن عموم الصحفيين لم يكونوا موجودين في الجنازة ليتم التعميم عليهم بأي شكل من الأشكال». وقال «أي شكوى ضد أي صحفي عضو في النقابة نرحب بها ونقوم بفحصها جيداً، ونساند جميع الصحفيين في الإطار القانوني ولا نخالف القواعد والقوانين المتفق عليها على مهمات عمل الصحفي».

وأصدرت حملة «مش صحفي» بياناً أكدت فيه إدانة أعضائها للتجاوزات المتكررة التي تحدث ضد الصحفيين والمصورين المكلفين بتغطية جنازات الفنانين والمشاهير، كان آخرها ما حدث في عزاء الفنان الراحل صلاح السعدني بعد انفعال نجله أحمد على أحد المراسلين المكلفين بتغطية مراسم الدفن والعزاء.

وطالب مؤسس حملة «مش صحفي» علاء عبدالحسيب الصحفي بمؤسسة الأهرام، نقيب الصحفيين الكاتب الصحفي خالد البلشي بالبدء في اتخاذ خطوات جادة بالتنسيق مع إدارات الصحف والمواقع الإخبارية، لوقف تغطية الجنازات ومراسم العزاءات نهائياً خصوصاً للفنانين، قائلاً «هناك تجاوزات كثيرة غير مهنية تصدر من منتحلي المهنة خلال الجنازات يتم إلصاقها بالصحفيين، ومن ثم الإساءة للمهنة».

وتساءل: أين السبق الصحفي في تغطية جنازة فنان؟ وما العائد على القارئ من اطلاعه على تفاصيل دفن جثمان فنان أو لحظة دخوله القبر؟ حان الوقت لأن يتم وضع قواعد واضحة وقوية لممارسة العمل الصحفي ومواجهة ظاهرة انتحال المهنة ومواقع «بير السلم» في مصر، والأهم الارتقاء بالمحتوى المقدم للقارئ، حفاظاً على هيبة «صاحبة الجلالة»، واحترام جمهورها.

ودعت نقابة الصحفيين لوقف تغطية الجنازات والعزاءات، لحين وضع ضوابط ممارسة التغطية والمتابعة لأي حدث من هذا النوع، لتحمي حرمة الحياة الشخصية للمواطنين، وتحفظ كرامة وهيبة الصحفيين.

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-04-21T19:37:01Z dg43tfdfdgfd